غرفة اطفال تعتبر من أكثر المساحات التي تعكس شخصية الصغير وتلعب دورًا كبيرًا في تكوين ذكرياته الأولى، فهي ليست مجرد مكان للنوم وإنما عالم مليء بالراحة والمرح والتعلم، لذلك يجب أن تكون عملية وآمنة ومبهجة في الوقت نفسه، عند تجهيز غرفة اطفال يفضل التفكير أولًا في الألوان لأنها تؤثر بشكل مباشر على نفسية الطفل، فالألوان الفاتحة مثل الأزرق السماوي والوردي الفاتح تمنح جوًا هادئًا، بينما الألوان المشرقة مثل الأصفر والبرتقالي تعطي طاقة إيجابية وحيوية، ومن الممكن الجمع بين أكثر من لون لتحقيق توازن بصري، أما الأثاث فهو عنصر أساسي يجب أن يكون مصنوعًا من مواد آمنة خالية من المواد الضارة وأن تكون الحواف مستديرة لتقليل أي مخاطر، كما يفضل أن يكون الأثاث بحجم يناسب الطفل ليشعر بالاستقلالية والقدرة على استخدامه بسهولة، من المهم أيضًا أن تحتوي غرفة اطفال على أماكن تخزين متعددة مثل الأدراج والخزائن والأرفف حتى يتمكن الطفل من تنظيم ألعابه وكتبه وملابسه، وهذا بدوره يغرس قيمة النظام في شخصيته منذ الصغر، ومن الأفكار المميزة استخدام أثاث متعدد الاستخدام مثل الأسرة المزودة بأدراج أو المكاتب القابلة للتحويل، ولا بد من تخصيص ركن للعب لأنه من أكثر الأنشطة التي يفضلها الأطفال، يمكن وضع ألعاب تعليمية أو ركن للرسم والتلوين أو حتى مساحة صغيرة للقراءة، الإضاءة عنصر لا يقل أهمية حيث يفضل الاعتماد على الضوء الطبيعي خلال النهار مع وجود إضاءة صناعية هادئة في الليل، ومن الرائع إضافة مصابيح بأشكال محببة للأطفال مثل النجوم أو الشخصيات الكرتونية، أما الأرضية فيجب أن تكون آمنة مثل الموكيت الناعم أو الباركيه مع وضع سجادة ملونة تساعد على توفير بيئة آمنة أثناء اللعب، ومن الناحية الجمالية يمكن تزيين الجدران بورق حائط يحمل رسومات مرحة مثل الغيوم أو النجوم أو الحيوانات، كما يمكن تعليق لوحات قام الطفل برسمها أو وضع صوره الشخصية ليشعر بالانتماء، ولا ننسى أهمية التهوية الجيدة للحفاظ على صحة الطفل وضمان نوم هادئ ومريح، ومع مرور الوقت يجب أن تكون غرفة اطفال قابلة للتطوير بحيث يمكن إضافة مكتب للدراسة أو تغيير بعض القطع لتتناسب مع احتياجاته الجديدة، وفي النهاية فإن تصميم غرفة اطفال بعناية ليس رفاهية بل هو استثمار في نمو الطفل وسعادته لأنه المكان الذي يبدأ فيه تكوين شخصيته ويعيش فيه أجمل لحظاته