الانطلاق في حملات عمرة من المدينة يمثل تجربة روحانية فريدة يجد فيها المسلم الراحة والسكينة، حيث يجمع المعتمر بين فضل زيارة المسجد النبوي الشريف ثم التوجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة. هذه الميزة تجعل المدينة المنورة محطة رئيسية للراغبين في أداء العمرة، خاصة أن الكثيرين يعتبرون الجمع بين زيارة الروضة الشريفة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من أعظم ما يمكن أن يقوم به المسلم قبل أداء المناسك.
تتميز هذه الحملات بكونها متنوعة ومرنة، فهي تلبي احتياجات جميع الفئات من الأفراد والعائلات، حيث تتوفر برامج اقتصادية تناسب أصحاب الميزانيات المحدودة، إلى جانب برامج فاخرة توفر إقامة في فنادق راقية قريبة من الحرم المكي وخدمات عالية المستوى. ويهتم منظمو الحملات عادة بتوفير وسائل نقل مريحة وحديثة، سواء حافلات مكيفة أو سيارات خاصة، مما يجعل الانتقال بين المدينة ومكة أكثر سهولة وأمانًا.
إضافة إلى ذلك، يتميز برنامج الحملات بوجود مشرفين ومرشدين متخصصين يرافقون المعتمرين ويوضحون لهم خطوات أداء المناسك بدقة، الأمر الذي يمنح الطمأنينة خاصة للذين يؤدون العمرة لأول مرة. كما أن بعض الحملات تقدم خدمات إضافية مثل توفير وجبات غذائية متنوعة تناسب مختلف الأذواق، أو الاهتمام بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بتوفير كراسي متحركة ومساعدة ميدانية.
من الناحية العملية، أصبح الحجز في هذه الحملات أكثر سهولة بفضل المنصات الإلكترونية والتطبيقات، حيث يمكن للمعتمر اختيار العرض المناسب له والدفع إلكترونيًا أو عبر المكاتب. كما أن التباين في الأسعار يسمح لكل شخص أن يختار ما يتناسب مع قدراته المادية دون التنازل عن جودة الخدمات الأساسية مثل النقل والإقامة.
الجميل أن بعض الحملات تقدم برامج متكاملة تشمل زيارات لمعالم المدينة المنورة قبل التوجه إلى مكة، مثل جبل أحد أو مسجد قباء، ما يضفي على الرحلة بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا يزيد من قيمتها الروحية.
وبهذا، يمكن القول إن حملات عمرة من المدينة لم تعد مجرد وسيلة للوصول إلى مكة، بل أصبحت تجربة منظمة تمنح المعتمر راحة البال والخدمات المتنوعة، مع إتاحة خيارات تناسب مختلف الاحتياجات، مما يجعل رحلة العمرة أكثر سهولة وطمأنينة
